لطالما اتهمني كثيرون بالعقلانية في علاقتي مع الذكور.
ذلك إنّما خلط ما بين ما يسمى “العقلانيّة” وما أسميه “الإيقاع”.
فأنا أخرج من العلاقات التي لا إيقاع بها.
إنّ أيّة علاقة حيّة هي إيقاعية. ولا أعني بالعلاقة تلك التي بين البشر فحسب, بل بين المصنّف واللامصنّف.
إن استمرار أيّة علاقة هي متعلّقة بإيقاعها. والإيقاع كالشعر, غير منظّم.
العلاقات تموت إن كان إيقاعها منظماُ, ففي الرتابة ملل. حتى الفكرة المنظّمة, تموت, فما بالك مع العلاقات.
والإيقاع ليس ما يسمونه “بالإختلاف”, بل “بالنديّة” و”التحدّي”. التحدي ليس استفزازا, بل ديمومة.
إذن ما يحيي العلاقة ليست مشاعر الحب التي بنظري هي متخيلة, بل هي المشاعر التي تنتج عن هذا الإيقاع ما بين اثنين.
لذا فان أي إعجاب أو مشاعر تأتي خارج هذا الإيقاع هي حتما وهمية, فالذي يسمي بالحب من أول نظرة أو الحبّ الافتراضي هي إنما مشاعر وهمية فردية وربما مرضية.
أما المشاعر التي نتجت عن إيقاع العلاقة, من والى الإيقاع (أشدد هنا على المشاعر التي نتجت من الإيقاع وليس من العلاقة, فليس لكل علاقة إيقاع بالضرورة. بل لكل إيقاع علاقة) هي إنما المشاعر التي من شأنها أن تساعد على إحياء العلاقة, والتي أعني بها إحياء أصحابها وتطوريهما معاً. أشدد على كلمة “معاً” كون هناك علاقات تستمر لأن أحد أصحابها ميّت والآخر حيّ, فلا أجد لتلك العلاقات إيقاعاُ.
تحية طيبة..
عندما يتعلّق الأمر بالإيقاع.. فإننا هنا في معرض ما يسمى (المنتظم).. فغالباً ما يكون (الإيقاع) نوع من التكرار المنتظم لمجموعة أسطر موسيقية، وربط (الإيقاع) باللاعقلانية هو ضرب من العبثية. أن تكون العلاقة إيقاعية تعني – بالضرورة – أن تكون رتيبة.. في حين أن العلاقة التي لا يربطها إيقاع محدد غالباً ما تكون متغيرة صعوداً وهبوطاً.. بكلمة أخرى متجددة لا تتسم بالروتينية. والحب من نظرة أولى في مثالك السابق هو نوع من العلاقة غير الإيقاعية التي لا يربطها شيء لذلك فهي تنشأ (لاعقلانية) و(لا منطقية) ورغم ذلك فإن هذه المشاعر موجودة لتصبح مع مرور الوقت (مقبولة) ويضفي عليها أصحابها نوع من (الواقعية) رغم أنها تبدو بعيدة عن ذلك..
ودي وتقديري
نايثن..
هلأ إذا بدك تسأليني شو فهمت من هذا الموضوع حجاوبك بصراحة أني ثلاثة أرباعه لم أفهمه
حاسس أنو كلام فلسفي شوي كبير مع أني بحب الفلسفة على البشر كثير بس .. غريب كثير هالموضوع على الأقل بالنسبة إلي …
على كل شي مرة بجرب سي علافة “إيقاعية” وبحاول خبرك شو صار معي
رزان عالمك القراءة والبحث، وما تقولينه لا يحقّ لأحد أن يلجه أو يدخله من باب النقاش، بل من سماء الاطّلاع. كثيرة هي الأسئلة الّتي تطلّ علينا من دواخلنا من غير أن نعلم كيف أطلّت، مهما ادّعينا معرفتنا ذلك. إنها الطفولة الّتي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، أو: لا أتان لنا فيها ولا حمار ـ كما يحلو لي أن أقول ـ
أوليس الأطفال أجمل الملحدين؟
وكيف يكونون كذلك؟
لك أن تطلّي على دواخلك، إنّما من دون عجز!؟
مع خالص ودّي عجزي عن الإجابة
صديقك رامي