مقالة في الصميم لفيصل القاسم.
لماذا يتقدمون .. ونتخلف نحن ؟!
9/6/2009
د. فيصل القاسم :
ليس هناك أدنى شك أن أكثر شعوب الأرض تخلفاً، بكل أسف، هم المسلمون، وذلك بشهادة تقارير التنمية البشرية التي تصدرها الأمم المتحدة، ويشرف عليها نخبة من أشهر الخبراء والباحثين المسلمين. بعبارة أخرى، فقد شهد شهود من أهلهم.
لقد غدا اسم المسلمين مرتبطاً في أذهان العالم بالعنف والفقر والمجاعات والاضطرابات والتخلف، إلا ما رحم ربي. فحتى باكستان التي تمكنت من صناعة القنبلة النووية على وشك أن تصبح دولة فاشلة بسبب الفقر والقلاقل والفساد وسوء الإدارة. أما حكام تركيا العلمانيون فما زالوا يعتبرون أنفسهم أقرب إلى الغرب منه إلى المسلمين، لا بل يرون في التقدم البسيط الذي حققوه ثمرة لتخليهم عن الإسلام واعتناق العلمانية. وقد سمعنا العديد من الأتراك يقول بكل صفاقة إنه من الأفضل لتركيا أن تكون في مؤخرة الغرب على أن تكون في مقدمة العالم الإسلامي.
ولا داعي للحديث عن العالم العربي الذي تعود بعض بلدانه إلى عصر ما قبل الدولة سياسياً، فما بالك علمياً وتكنولوجياً. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا يقبع المسلمون الذين يعتبرون أنفسهم خير أمة أخرجت للناس أكثر أمم الأرض تخلفاً؟ لماذا يتخلف المسلمون المؤمنون، ويتقدم كل من يعتبره المسلمون كافراً؟
تشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف الشعب الصيني العظيم الذي يربو تعداده على أكثر من مليار نسمة لا يؤمن بأي دين. أي أن هناك أكثر من نصف مليار من الصينيين ملحدون حسب النظرة الإسلامية. لكن مع ذلك فقد تمكن هؤلاء “الكفار” من تحقيق أكبر معدل للتنمية شهدته البشرية في تاريخها، إذ كان يبلغ معدل التنمية في الصين حوالي 15% قبل بدء الأزمة المالية العالمية. وقد تمكنت الصين بفضل هؤلاء “الكفرة” الذين لا يؤمنون بأي شيء من غزو معظم بيوت العالم. فقد تباهى مسؤول صيني قبل فترة بأن الصين هي من تغزو العالم وليس أمريكا. وقد تحدى المسؤول الصيني الأمريكيين بأن يدخلوا ربع البيوت التي دخلها الصينيون بمنتجاتهم التي غزت أمريكا نفسها. ولا شك أن المسؤول محق في تفاخره، فقد وصل الأمر بالصينيين إلى تصنيع الأعلام الأمريكية التي تزين سطح البيت الأبيض، ناهيك عن أن فوانيس رمضان التي تملأ شوارع مصر الإسلامية مصنوعة في الصين. وحدث ولا حرج عن سجاجيد الصلاة التي يركع فوقها ملايين المسلمين في العالم، فقد صنعها “كفار” لا يؤمنون إلا بإتقان عملهم وتأدية واجباتهم على أكمل وجه. ولا داعي للتذكير بأن ألوف الهدايا التي يشتريها الحجاج المسلمون في مكة المكرمة من مسابح وسجاجيد وتحف إسلامية وغيرها مكتوب عليها “صُنع في الصين”.
والأنكى من ذلك أن البعض يعزو التقدم الذي حققته دولة ماليزيا “الإسلامية” ليس إلى الشعب الملاوي المسلم، بل إلى الصينيين الذين يشكلون شريحة لا بأس بها من سكان ماليزيا. فلولا الصينيون غير المؤمنين لما سطع نجم ماليزيا في العالم حسب أصحاب الرأي أعلاه.
ولو توجهت إلى ثاني أكبر بلد في العالم ألا وهي الهند ستجد أن السواد الأعظم من سكانها يعبدون البقرة، مع ذلك فهم يتربعون على عرش صناعة برامج الكومبيوتر ومستلزماته في العالم. وقد اشتكى الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان قبل فترة من أن أمريكا ستسلم الهنود لاحقاً قصب السبق السيليكوني بعد أن انتقل “وادي السيليكون” الكومبيوتري إلى الهند.
بعبارة أخرى فإن أكثر شعوب الأرض نهوضاً هي شعوب غير مؤمنة بالمقاييس الإسلامية. وحدث ولا حرج عن سادة العالم أنفسهم، وأقصد الغرب، فقد حقق كل إنجازاته العلمية والتكنولوجية بعيداً عن الدين والإيمان.
أما نحن المسلمين فنمضي ثلاثة أرباع وقتنا في تصنيف الشعوب إلى كفار ومؤمنين وإصدار شهادات حسن سلوك إيمانية للبشرية، ناهيك عن تكفير بعضنا البعض حتى لو كان مسلماً يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ولو أمضينا عشر وقتنا في التعلم من “الكفار” الذين نستهلك بضائعهم وسلعهم من الإبرة حتى الطائرة لربما تخلصنا من بعض تخلفنا.
ليست هذه، بأي حال من الأحوال، دعوة للكفر والإلحاد، بل صرخة استنهاض لتوظيف ديننا الحنيف، كما وظفه المسلمون الأوائل، وحققوا من خلاله العزة والكرامة والمجد والسؤدد والنهضة. فكلنا يتذكر كيف غير المخترعون المسلمون الأوائل وجه العالم، بشهادة الغرب نفسه، من خلال اختراعاتهم الإسلامية العظيمة التي كانت الأساس الذي ارتكزت عليه الحضارة الحديثة، حتى لو حاول البعض تصوير عصر النهضة العباسي بأنه كان أقرب إلى العلمانية.
قد يجادل البعض أن ابن سينا، وهو من جهابذة علوم الطب، وصاحب المؤلف الشهير “القانون في الطب”، لم يكن مؤمناًً؛ وأن عمر الخيام الذي يُنسب إليه تطوير علم الجبر إلى آفاق غير متوقعة، وتعترف البشرية بفضله في حل معادلات الدرجة الثالثة والرابعة، ويعتبر من أكثر العلماء غزارة في مؤلفات الرياضيات، أنهى حياته مشككاً في كل ما تحمله الرواية الدينية من قوالب جاهزة؛ وأن أبا بكر الرازي وهو من أشهر علماء الطب كان على خلاف مرير مع المتدينين. لكن هذا لا ينفي أبداً الدور الهائل الذي لعبه الإسلام العظيم في النهضة العلمية والاقتصادية والتجارية والثقافية والعسكرية التي أنجزها المسلمون في العصرين الأموي والعباسي، وما قبلهما بقرون.
فلنعد إلى الإسلام العلمي التحرري النهضوي الاستشرافي الذي من شأنه ليس تخليصنا فقط من تخلفنا العلمي والصناعي، بل من الممكن أن يجعلنا نقود البشرية حضارياً، خاصة وأن الذين يقودون الآن دفة التقدم التكنولوجي والصناعي في العالم ليس لديهم مشروع حضاري يضاهي المشروع الإسلامي العظيم.
بشرفي تسالي أكتر من كيلو بزر فيصل القاسم هو و تحليلاتو..
أول شي تحليلو علاك مصدّي مية بالمية,و ما يستند لا على منطق علمي و لا فلسفي و لا تاريخي و لا هم يحزنون.. مقارنات هزيلة و ضحلة و خاتمة “توضيحية” أكثر هزلاً حتى ….
الله يعين
أنا وياك والزمن طويل يارفيق
the intro was good .. then he says “ليست هذه، بأي حال من الأحوال، دعوة للكفر والإلحاد، ” .. ok so what is the solution for muslims ya doctor faysal .. he says the solution is “فلنعد إلى الإسلام العلمي التحرري النهضوي الاستشرافي الذي من شأنه ليس تخليصنا فقط من تخلفنا العلمي والصناعي، بل من الممكن أن يجعلنا نقود البشرية حضارياً،” .. sounds good but what does that even mean .. its so vague ..
what is this islam 3ilmi ta7arruri nahdawi istishraqi .. who represents it .. how do we go back to it .. etc ..
the idea of the article is good but he doesnt present a solution .. well he does but the solution he presents is too vague to be considered a real solution ..
مو,
أنت محق بسؤالك إن كانت المقالة تحاول طرح حل من أساسه, قد تكون خاتمته معتمة لكنها كذلك لأنها عامة ولم يكن الكاتب يحاول فعلا شرح ما “هو” الإسلام بقدر ماكان يحاول تسليط الضوء على “خطاب المسلمين المعاصر”. للمقالة أفكار رئيسية عديدة أهمها برأيي التالي:
“أما نحن المسلمين فنمضي ثلاثة أرباع وقتنا في تصنيف الشعوب إلى كفار ومؤمنين وإصدار شهادات حسن سلوك إيمانية للبشرية، ناهيك عن تكفير بعضنا البعض حتى لو كان مسلماً يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ولو أمضينا عشر وقتنا في التعلم من “الكفار” الذين نستهلك بضائعهم وسلعهم من الإبرة حتى الطائرة لربما تخلصنا من بعض تخلفنا.”
لأعطي مثالاً على ذلك, ورد في التدوين السوري تدويتين, إحداهما يطالب صاحبها بشنّ حملة ضد الاستنماء خلال رمضان, والمدون الآخر يرى أن المسلسلات السورية حينما تعرض الفتيات المدخنات وأجواء السهر وشرب الكحول هي لا “تعالج” بذلك هذه “المشكلات” والظواهر “الغريبة” عن مجتمعنا السوري بقدر ما تحثّ عليه
كما نشر أحد المدونين السوريين على تويتر مقولة تقول أن استخدام قبلة السمايلي ذات الأصوات على الماسنجر هي من المفطرات في رمضان
في جلسة عائلية, كنا نتحدث أنا والأقارب عن ابنة عمي المتوفاة في حادث, وقد سألت أحد الأقارب مايلي: “كيف يشعر عمي إزاء موت ابنته؟” تجدر الإشارة إلى أن عمي هو من كان يقود السيارة
صاح أحد الأقارب وقال لي أنه لا يجوز السؤال في القضاء والقدر
كانت هذه أمثلة حدثت لي في الأسبوع الماضي فقط, أعتقد أن هناك مشكلة حقيقية في ترجمة معايير الإسلام في مجتمعاتنا التي تركز على “القالب” ولا ترى جوهره
وهو من أسباب تخلفنا الاجتماعي والفكري وهو ما يسيء للإسلام أولا قبل أن يسيء إلى المسلمين ومن هم حوله
فرمضان لا يدور حول الرغبات واللذة أو حتى على الجوع, بل في تماسك المجتمع على بعضه حين يشعر الغني بسوء حياة جاره الفقير.لكن الفقر الآن له أشكال مختلفة, فهناك من لايستطيع الذهاب إلى القهاوي والمولات التجارية,من لايستطيع شراء بنطال بسعر معين الخ
رمضان بقي كما هو وخلال مايقارب الألف سنة لا بل قد تجرد من قيمته تماما
المسلسلات السورية لا تحاول “علاج” أية مشكلة بل هي ببساطة قنوات ترفيهية ولم أشاهد مسلسلا سوريا واحد “عكس” المجتمع السوري بأشكاله وألوانه المختلفة بصدق وجدلية على العكس, المسلسلات السورية سخيفة جدا بطرحا للمواضيع ولا أستطيع متابعة حلقة واحدة الحقيقة
أتمنى أن تكون فكرتي واضحة
همممممم ..
العنوان مشجع و المقدمة مشجعه لـكن أعتقد أنـّو ضيعنا بعض بنص الطريق يعني بالتلات مقاطع الأخيرة صار في تشتت و خربطنا نبلش و ما وصلنا للنتيجة اللي هي “لماذا” يتقدم الكفرة انما كانت وقفة مع العادات و التقاليد بالعودة الى أمجاد الماضي و التغني بها ..
بكل الأحوال بانتظار جزء تاني من المقالة بركي يقلنا القاسم فيه “لماذا” و نتقدم بقى !
أهلا بك أخت طباشير وسعيدة بزيارتك
سؤاله لماذا في المقالة لم يكن سؤالا بقدر ما كان محاولة للاستفسار برأيي, المقالة ليست بصدد طرح حلول أو حتى قراءة في “لماذا”, هي ببساطة عملية سرد لأمثلة من هنا وهناك, في دعوة للقارئ أن يرى أن هناك نفاقا لمن يقيّم تلك الشعوب المثمرة بالكفرة من جهة, ونفاقا من جهة ثانية, حينما لا يفعل العربي المسلم شيئا سوى تنظير أخلاقي على هذا وذاك, الأمر الذي نلمسه كثيراً في حياتنا اليومية في سوريا وعلى مدوناتنا
على كل تلك كانت بعض النقاط التي فهمتها من المقالة, تجدر الإشارة إلى أنني لا أتفق في كل ما ذكر, لكنني أعتقد أن المقالة أصابت شيئا من الحقيقة في تركيز الخطاب الإسلامي المعاصر على أمور سطحية مغيبة بذلك, لب الإسلام
everything u said 3ala 3aini w rasi but here is the thing .. dr faysal is telling us that il 3alam islami is mit5allif at the moment .. ino you dont need to be a genius to know that .. so if that was the point of his article then i would say that was a big waste of time because everyone already knows that .. the key is presenting a solution .. as i said the solution he gave is vague ..
also his solution was for us to go back .. dont u think it is ridiculous for someone to say that for us to advance we need to go back to the old ways .. i would say maybe we have to find new ways ..
and finally .. the title of his article was لماذا يتقدمون .. ونتخلف نحن ؟! .. do you think he answered this question .. or he just gave examples of how we are backwards and they are advanced ..
i am not disagreeing with the idea of the article .. i fully agree that we are mit5alfeen .. i just think it was very poorly written .. just my opinion :)
مو,
لا أعتقد أن الجميع متفق أن الإسلام والمسلمين يمرون بمرحلة من الانحطاط, فهم يعزون ذلك إلى الحكومات والأوضاع السياسية المحيطة بنا, لا على الدين
لا أعتقد أن هناك مقالات تنقد الإسلام المسلمين وبالوقت نفسه ترى فيه إمكانية للإصلاح
هناك فريقين, إما أن تكون مسلما أو لادينيا
هذه مقالة ناقدة من الداخل لربما تكون قد كتبت بشكل سيء, أعتقد أنها من الممكن أن تكون أفضل, لكني نشرتها وكما يقولون “من القلة” :)
أهلا بزيارتك دائما
مقالة جميلة بالفعل ودائماً بالصميم كجميع كتابات فيصل القاسم. عندما ينتقد القاسم العلمانيين ينتقدهم بشدة لكن بواقعية دون أن يظلمهم. وعندما ينتقد الاسلاميين كحركات او حتى عموم المسلمين أيضاً ينتقدهم بشدة وأيضاً دون أن يظلمهم. هو ليس من أصحاب الأجندات وليس ممن يلقون الكلام جزافاً ولهذا أحب كتاباته.
أما بالنسبة لمن أعجبتهم المقالة لكن لم تعجبهم الثلاثة مقاطع الأخيرة فهم -تماماً- من أصحاب الأجندات :)
مع التحية
شكراً على تعليقك أنس,
لكنّ تهمتك “صاحب الأجندات” هي مسيئة, ولا أدري لماذا هذا الخطاب العدائي والبحث عن المشاكل في لوقت الذي أقدم كل ما سبق, على النقاش, أم أنه هذه هي لغتك الوحيدة في “الحوار”؟ التعليق لا يجب أن يكون مشخصنا, بل حول أفكار تطرحها المقالة أو يطرحها المعلق
التعليق دون أفكار ليس تعليقا, فما بالك وهو مشخصن؟ أعتقد أن ذلك يدل على فقر في الطرح
مع التحية
حسناً معك حق. أعتذر على تعبير “أصحاب الأجندات” فهو ليس موفقاً ولا يعبر عمّا عنيته فعلاً يبدو أن التعبير خانني.
ربما أقصد أصحاب الأفكار المعلبة مسبقاً والتي لا ولن تتغير في جميع الردود والتعليقات والمقالات. حتى ضمن المقالة الواحدة يفرحون بالأجزاء التي تتحدث سلباً عن المسلمين -وهي أجزاء واقعية أعجبتني حقاً- وينتقدون الأجزاء التي تحدثت بشكل إيجابي عن الإسلام. طريقة التفكير هذه التي لا شيء من الليونة فيها هي أحد مشاكلنا وعذراً على الخروج عن الموضوع.
مع التحية :)
أهلاً وسهلاً بك أنس, وشكراً جزيلاُ على تعليقك
مع التحية
مقال جيد جدا.. ولكنه برأيي أعطى خاتمة فضفاضة جدا..
لا يمكن اعتبارها حلا للمشكلة.. فكل كلمة من هذه العبارة “الإسلام العلمي التحرري النهضوي الاستشرافي” لا زالت بحاجة الى تعريف عام يمكن أن يتم توحيد جهود الشعوب المسلمة من خلاله، لا أن يكون كما هو الحال الآن مصدرا للخلاف والكراهية.
هناك نقطة وردت في المقال لا أظنها دقيقة (أو بالأحرى قفزت الى النتيجة دون الخوض في تفاصيلها) وهي أن الكاتب الشهير توماس فريدمان يخشى من انتقال التطور والسبق السليكوني الى الهند، فمن خلال قراءتي لمقالات وكتاب
the world is flat
لنفس الكاتب، أرى أنه لم يتوان في ابداء الاعجاب بالتجربة الهندية المتطورة وبأنه ينظر لها كمصدر قوة للولايات المتحدة، حيث أن وادي السليكون الهندي هو امتداد مساعد جدا لأبيه الأمريكي.. ولكن ما يخشاه هو القرارات التي من الممكن اتخاذها من قبل الكونغرس مثلا للحد من توظيف العقول الهندية الآتية من الخارج (على شكل مهاجرين) في سبيل توظيف أهل البلد لأن هذا برأيه سيسبب تحجيما لأحد أقوى الأسلحة التي نهضت بالأميركان وهو سلاح الهجرة.. بمعنى أن هذه العقول الهندية التي منعت من القدوم ستعمل في بلدها على تطوير التقنيات وبالتالي حرمان أميركا من الصدارة في مجالات معينة..
شكرا لك رزان..
وائل
مشكلتنا الحقيقية في هذا العالم الإسلامي أننا ومنذ عدة قرون سلمنا أمرنا لرجال وسمناهم برجال الدين بدل أن نسلم أمرنا لله، فتركنا لهؤلاء الدين وصرنا نحن تالياً رجالاً لغير الدين
أما أساس تراجع أصحاب العقيدة عن الريادة فهي أننا قلبنا مفهوم الكفر بغير قالب وصار “الكافر” وصف لعكس ما يريد الله
فصار الكافر من لم يقبل فكري وناقشني بدل أن يكون الكافر هو من عرف الحق وكفره أي غطاه وأخفاه
فويل لكم أيها الكافرون يا من تقيمون في القصور وتصدون عن بر الصدور
وما إلى هنالك …
يظهر نفسه كنهضوي أو فلنقل إستنهاضوي “بسبب من الحس الذي يكتب به” ولكنه يحادثنا بنفس المنطق الجاهل ” نحن المسلمون وهم الغرب الكفرة الملحدون”
“يقول كارل ماركس إن التحرر الإجتماعي لليهود هو تحرر المجتمع من اليهودية ”
حقيقة أرى أن هذا الكلام ينطبق على المسلمين أيضا..فعندما تتحرر مجتمعاتهم من الإسلام كرابط إجتماعي يمكننا الحديث عن تحرر إجتماعي ..يقود إلى تنمية وبناء مجتمع عربي..
تحياتي الحارة
هل قرأتم التاريخ جيداً شباب ؟؟
هل تذكرون الامجادالقديمة والعصور الذهبية التي قادها الإسلام وصدّر من خلالها النهضة العلم والأدب والخلق للعالم ؟؟
لا أحد ينكر ذلك .. ولا نستطيع أن نقول أن العيب في رسالة الإسلام ..!!
لكن السؤال: أين نحن من ذلك التاريخ اليوم ؟؟
إن الحركات النهضوية -في كل بلاد العالم- ارتبطت دائماً بالحريات، والحرية السياسية على رأسها.. فلا نرى اليوم إسلاماً يقود دولاً لنحكم على انجازاته الحضارية والإنسانية، وإنما نرى أنظمة علمانية تقود شعوباً مسلمة، وتضع العقول الإسلامية في طاسة القومية وتسوقها حيث شاءت،
فهل نرى اليوم توجهاً وإرادةً سياسية للنهضة بأشكالها، الدينية والصناعية والاجتماعية والعلمية و غيرها …
طبعاً أنا لا أبحث عن نظريات وقوانين ودساتير مرمية في دروج الوزارات والمؤسسات .. أنا أبحث عن محاولات جدية للنهوض …
…وبعدها نحاكم المسلمين على تقصيرهم