وفي سوريا وراء الكواليس.
عاش كفاح العمال في مصر ولبنان
في 6 من نيسان الماضي ، اعلن عمال شركة مصر للغزل والنسيج اضراباً مطالبين فيه برفع الحد الادنى الاجور، سرعان ما اصبحت القاهرة مدينة اشباح، وصُدمت السلطة المصرية بمدى انتشار حركة التضامن وهددت بضرب كل من يعمل على التظاهر، وقامت بفتح النيران على المتظاهرين في المحلة الكبرى وبإعتقال الناشطين السياسيين والقياديين العمالين. التهمة هي انهم جائعون.
ان ما يحدث في مصر يومياً من ضرب وقمع لأي حركة عمالية وسياسية تناضل من اجل واقع افضل، ليس غريباً عما شهدناه هنا في لبنان في الكثير من المرات، من المظاهرات العمالية التي احتلت مناطق لبنانية عديدة في ايار 2004، وقد قامت السلطة حينها بأطلاق النار على المتظاهرين فقتلت 5 من المدنيين العمال في حي السلم، وما حصل مؤخراً على مستديرة مار مخايل عندما قامت السلطة باطلاق النار على المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بالكهرباء فقتلت العديد منهم وجرحت العشرات.
اليوم في مصر وفي لبنان نعاني من الواقع الاليم نفسه، ربطة الخبز في لبنان اصبحت بوزن الريشة والرغيف المدعوم في مصر اصبح نادر الوجود، الملايين في مصر يصرخون جوعاً وفقراً ومئات الالاف في لبنان يصرخون فقراً وتعتيراً. وفي المقابل يجاهر كل من النظامين المصري واللبناني بالقمع والسياسات التجويعية وينظمون المآدب للحكام والسفراء الاجانب والعرب، حكامنا يسكونون القصور ونحن نجوب الشوارع بحثاً عن لقمة العيش.
الواقع هذا ليس حكراً على مصر ولبنان، فمن سوريا والعراق الى الخليج العربي والاردن وفلسطين وحتى المغرب العربي، وفي جميع دول واقطار العالم، الصورة هي نفسها: انظمة وحكام ينعمون بالمال والثراء، تحميهم اجهزة الامن والمجتمع الدولي، وبالمقابل الملايين من الناس يعانون الجوع والحرمان والفقر. 20% من الاكثر ثراءً يسيطرون على 75% من الدخل العالمي بينما 40% من السكان الافقر في العالم يحصلون على 5% من الدخل العالمي!
انظمتنا ذات طابع واحد ومشترك، جميعها تترابط مصالحها المباشرة وغير المباشرة مع مصالح القوى الامبريالية، وقد اصبح السلام مرادفاً للاحتلال والحرب، السلطة في لبنان تريد ارضاء الاستثمارات الخارجية والدول الكبرى وتتباهى بصداقاتها الدولية، والسلطة في مصر ليست الا شرطي مرور لآلة الحرب الاميركية. كلتاهما كما جميع الانظمة العربية (الممانعة منها والمعتدلة) تترابط مع الامبريالية اما من خلال تحالفها المباشر معها او من خلال استعمال شعوبها كورقة تفاوض مع الامبريالية.
نشهد اليوم تصاعد للصراع الطبقي، وتفاقم للازمة المعيشية وانحدار القدرة الشرائية وازدياد البطالة والهجرة وكل هذا والانظمة لا زالت مندفعة بسياساتها وسياسات الاوصياء عليها النيوليبرالية، المزيد من الديون، المزيد من الضرائب، المزيد من الجوع والفقر بالمقابل المزيد من الارباح والرفاهية لاصحاب العمل والحكام والمزيد من الشرطة والهراوات لحماية المستغلين وارباب العمل اذا ثار الفقراء عليهم. هذه هي النيوليبرالية اذا سأل احدهم عن ماهيتها، هذه هي الرأسمالية بافضل صورة لها. لكنهم يحفرون قبورهم بايديهم، جميع حكام العرب والغرب واسيا وافريقيا، يصنعون واقعاً سوف ينقلب عليهم، لأن حياتنا تبدأ عندما نبدأ بتكسير القيود التي تربطنا بهكذا واقع مرير.
لقد كان الاول من ايار في لبنان الخطوة الاولى نحو انتاج حركة شعبية وعمالية جديدة في لبنان، وليكن الاضراب العام في السابع من ايار هو اليوم الذي نثبت به اننا قادرون على ان نرفع المصلحة الشعبية فوق اي اعتبار آخر، كما فعل المعلمون في الاضراب التربوي في 3 نيسان الفائت عندما توحدت الجميع وراء المطالب النقابية المحقة.
في الرابع من ايار، ينفذ عمال مصر أضراب عاماً واقفين بوجه القمع والجوع والاستغلال، ومئات الآلاف في غزة لا يزالوا صامدين بوجه الاحتلال والحصار، ومن هنا من لبنان نقول اننا يداً بيد مع العمال والطلاب والفلاحين في مصر وفلسطين ولبنان والعالم نقف متحدين متضامنين من اجل عالم افضل، من اجل الحياة، من اجل بناء ثورة الناس للناس، ثورة تسعى للنصر ولا للاستسلام.
دعماً للنضال العمالي في مصر ولبنان، دعماً لصمود اهلنا في غزة نعم لفتح معبر رفح
اللقاء التضامني مع عمال مصر
الاتحاد الوطني للنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، اتحاد عمال البناء والاخشاب، نقابة عمال الاحذية، الحملة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حملة دولة او اشتراك، اتاك لبنان، اللجنة لاممية العمال، اتحاد الشباب الديمقراطي، قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني، التجمع الشبوعب الثوري، التجمع اليساري من اجل التغيير